التوتر مشكلة العصر كيف تقضي عليه قبل أن يقضي عليك؟؟؟

التوتر مشكلة العصر كيف تقضي عليه قبل أن يقضي عليك؟؟؟

السلام عليكم متتبعي مدونة عرب تيش , اليوم بعيدا عن جال التقنية و التكنزلزجيا سوف اعرض لكم موضوع : التوتر مشكلة العصر كيف تقضي عليه قبل أن يقضي عليك؟ المقدم من طرف : اقراء عن



التوتر من الصعب تجنبه في عالم لا يكف عن الضغط علينا، فعلا فنحن نعيش في عالم سريع التغير والتطور يجعلنا نتعب من أجل التكيف معه و مجاراته، فهذا و أسباب أخرى عديدة ما يجعلنا لقمة سهلة للتوتر النفسي و الجسدي. فكيف تقضي على التوتر قبل أن يقضي عليك ؟

ما هو التوتر؟

التوتر هو ذلك الشعور الذي نحس به عندما نتعرض للضغط و نحس أننا نتحمل فوق طاقتنا وأن الأمور خارجة عن السيطرة و نبقى في حالة تساءل عما إذا كان بإمكاننا تحمل الضغوطات التي نتعرض لها.
التوتر بعبارة أخرى هو كل ما يهدد راحتنا و استقرارنا حتى وان كان مريحا وغير متعب فالركض هروبا من خطر محدق توتر و البكاء فرحا بعد سماع خبر مفرح توتر أيضا- هذا الأخير هو توتر ايجابي يجعلنا نمضي قدما في حياتنا- فبدون أي توتر سوف تكون حياتنا مملة ، لكن عندما يوهن التوتر صحة عقولنا و أجسادنا سوف يشكل ما يعرف بالتوتر السلبي الذي يعاني منه العديد من سكان هده الأرض و هو ما سنتناوله في ما سيأتي.
يتكون التوتر الذي يعتبر ردة فعل بيولوجية من المنبه المسبب(سبب التوتر)،المقاومة، التعب من المقاومة .

أسباب التوتر :

تختلف أسباب التوتر من شخص لأخر لأننا لا نتعامل جميعا بنفس الطريقة مع الوضعيات المختلفة،كما أن لكل واحد منا قدراته ومهاراته و استعداداته و نقاط ضعفه المختلفة،فمثلا تلقي خبر مولود جديد قد يكون بأجمل خبر يمكن سماعه لذا البعض كما أنه قد يكون كالصاعقة عند البعض الأخر وذلك لاختلاف درجة الاستعداد و التعامل مع الوضع.

أهم أسباب التوتر :

  • المشاكل العائلية.
  • عدم الاستقرار المادي .
  • الإصابة بأمراض مختلفة.
  • مشاكل الشغل و تعتبر من أهم أسباب التوتر في العالم كافة.بالإضافة إلى مشاكل الدراسة.
  • ضيق الوقت و الالتزام بمهمات وقت انجازها محدود.
  • الانتقال إلى منزل أخر.
  • العلاقات العاطفية ( كالطلاق و العنوسة).
  • وجود بعض الأشخاص في حياتنا قد يكون سببا للتوتر.
  • العيش في مكان فيه ضوضاء و عدم الشعور بالهدوء و الراحة النفسية.

بالإضافة إلى أسباب شائعة أخرى ׃

  • الحمل أو الإجهاض أو أن يصبح الشخص أبا أو أما.
  • السير في الطرق المزدحمة.
  • ارتكاب جريمة.
  • التقصير في الواجبات الدينية و الابتعاد عن الدين.
  • التلوث.
  • انتظار نتائج تحليل أو اختبارات.
  • فقدان الوظيفة أو صراعات في الشغل.
كلما تعرضنا لعدد مهم من المسببات كلما شعرنا بتوتر أكبر كما أننا قد نشعر بالتوتر من دون سبب محدد.

أعراض التوتر و القلق

تختلف أعراض التوتر و القلق من شخص لأخر وتكون على عدة أصعدة،فهي بمثابة نتائج لمسببات التوتر التي تختلف من شخص لأخر هي الأخرى׃

أعراض جسدية :

  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • التنفس بسرعة أكبر و تسارع ضربات القلب.
  • التعرق.
  • تشنج و تقلص العضلات.
  • ألام في منطقة الظهر و الصدر والبطن و العضلات.
  • صداع و نوبات إغماء.
  • اضطراب في المعدة.
  • أمراض القلب.
  • نقص في جهاز المناعة.
  • فقدان الرغبة الجنسية و عدم القدرة على الانتصاب بالنسبة للرجال.
  • صعوبة في النوم وقد يحدث الارق.

أعراض نفسية :

  • الغضب و القلق.
  • الحزن و الاكتئاب.
  • الشعور بعدم الأمان.
  • مشاكل في التركيز.
  • التعب والأرق.

أعراض على سلوك الفرد :

  • شراهة في الأكل و الإفراط في تناول الطعام أو العكس تناول القليل جدا.
  • نوبات غضب أو بكاء مفاجئة.
  • تناول الكحول و المخدرات و الإدمان عليها.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية و الانعزال عن الناس.

أنواع التوتر

التوتر الحاد ׃ و هو توتر يدوم عادة أقل من ساعة، قد يتعرض له أي شخص يوميا.سببه التعرض لضغط حديث و قصير أو ضغط محتمل في المستقبل القريب. مسبباته معروفة كفقدان عقد عمل مهم، التعرض لحادث سيارة طفيف، الالتزام باحترام موعد محدد، مشاكل الأطفال في المدرسة …و لأنه يأتي في مدة زمنية قصيرة غالبا لا يتسبب في مضاعفات خطيرة كما أن التحكم فيه سهل لأنه يزول عادة مباشرة بعد زوال الضغط أو السبب.
التعرض بكثرة للتوتر الشديد قد يكون متعبا ويؤدي إلى بعض الأعراض كالصداع و ألام في المعدة.
التوتر الحاد المتكرر ׃ غالبا ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع تقلبا في المزاج،قلق،عدائية،عدم الصبر و عصبية.دائما ما يكونون في حالة استعجاليه و تتدهور علاقاتهم بغيرهم بسرعة.
يوجد شكل أخر لهذا النوع يظهر فيه الأشخاص قلقهم الدائم بسبب تخيل الكوارث في كل زاوية و التشاؤم من المستقبل و التكهن بحدوث الأسوأ في كل موقف يتعرضون له.
قد يحدث أن يقوم الفرد الذي يعاني منه بإلقاء اللوم على محيطه أو على عوامل خارجية غير موضوعية.
عادة ما يكون مصير هنا النوع من التوتر الاكتئاب والقلق .
أعراض هذا النوع تتمثل في ׃ الصداع المستمر، ارتفاع ضغط الدم، ألام في الصدر، أمراض القلب…
يكمن المشكل عند هؤلاء الأشخاص في كونهم يعتبرون نمط حياتهم و تصرفاتهم جزء من شخصيتهم و عالمهم وهو ما يصعب عليهم الفصل في أسباب التوتر و القلق.
التوتر المزمن׃ وهو التوتر الذي يشعر به الفرد المصاب يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، يؤثر على الجسد، الروح و الحياة الطبيعية . يتعرض له الأشخاص الذين يعانون من وضعية مادية حرجة أو الذين يواجهون مشاكل خطيرة أو مشاكل في العمل أو في مشوارهم الدراسي،كذلك الأشخاص الذين عانو في صغرهم من أزمة أو مشكلة أثرت على مستقبلهم.
يحس الفرد الذي يعاني من التوتر المزمن بعدم وجود أي مخرج أو حل لمشكلته حتى يفقد الأمل كليا. فعادة ما نرى ذلك على بعض الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة نعلمها أو لا نعلمها ثم نحكم عليهم بأنهم يتمتعون بطبع صعب وهذا ظلم في حقهم، فالأحسن أن لا نحكم على الأشخاص دون العلم بظروفهم.من أسوء ما يحصل لهؤلاء الأشخاص هو تعودهم على هذا الوضع وعلى التوتر، كما أنهم قد يصابون بأمراض القلب، نوبات من العنف و محاولات انتحار. و تظهر عليهم أعراض نفسية وجسدية تحتاج مرافقة طبية و بسيكولوجية.

علاج التوتر و القلق

بعد أن تعرفنا على أسباب و أعراض التوتر و القلق وجدنا أنها جزء لا يتجزأ من واقعنا اليومي وأن أي شخص في العالم عرضة للتوتر،فقبل التطرق إلى طرق علاج التوتر و القلق من المهم معرفة أن ׃
• ما يهم أكثر من السبب في التوتر نفسه هو طريقة تفكيرنا فيه و رؤيتنا له. فهذا ما يحدد تأثيره على نفسيتنا و أجسادنا.
• تفسيرنا و رؤيتنا للأحداث و التحديات التي نعيشها في حياتنا اليومية هو ما يصنف الوقائع إلى مسببة أو غير مسببة للتوتر.خد مثلا عاملين في نفس الشركة،يعيشان في نفس الظروف و المطلوب منهما الزيادة في الشغل مقابل الزيادة في المال طيلة الفترة القادمة،فالأول سيرى أنه ضغط أخر بالإضافة إلى ضغط الشغل المعتاد لأنه يركز في تفكيره على الطريقة المتعبة لكسب المال و الثاني سيرى أنه تحفيز له على كسب المزيد من المال لأنه يركز في تفكيره على النتيجة وهي كسب المال.
• للرؤية السلبية للتحديات تأثير سلبي على صحتنا و سعادتنا،فالأشخاص الذين يميلون إلى رؤية الأمور بسلبية يحتاجون لفهم أنفسهم و ردة فعلهم أحسن تجاه مسببات التوتر ومحاولة تغيرها حتى يستطيعون التعامل مع التوتر بنجاح حسب تصريح خبراء الصحة.

طرق علاج التوتر و القلق

 أول ما علينا فعله للتخلص من التوتر هو محاولة التفكير الايجابي في الأمور و التفاؤل، فمثلا إذا كنت ملزما بالقيام بأعمال كثيرة التفكير السلبي و كثرة التفكير بها لن ينقص عليك هذه الأعمال، فقط سوف يؤثر سلبا على صحتك .
 لا تقل نعم لكل شيء، إذا كنت لا تستطيع القيام بمهمة أو كانت من غير اختصاصك لا تقبل بها.
 مهما بلغت انشغالاتك احرص على ترك وقت لنفسك خلال اليوم، للتمعن والتفكير مع نفسك و لفعل الأشياء التي تحبها،و ممارسة هواياتك المفضلة.
 لا تنعزل عن الناس وتحدث عن أفكارك و مخاوفك مع أقاربك، أصدقائك، زملائك و حتى مع رئيسك في الشغل.
 ممارسة الرياضة و التمارين مفيدة جذا للصحة النفسية و الجسدية.
 الإكثار من المشروبات التي تحتوي على الكافيين لن يساعدك في التغلب على التوتر، وهذا خطأ شائع يقوم به الطلاب مثلا عندما يكونون في فترة الاختبارات.
 الإكثار من الخضر و الفواكه مفيد، لذلك علينا الحرص على تناول أكل صحي و إتباع نظام غدائي متوازن (لمزيد من النصائح الصحية اضغط هنا )
 إذا كنت تعاني من التوتر مند فترة طويلة لا تتردد في استشارة الأخصائيين و الأطباء وطلب مساعدتهم لأن تحمل التوتر لمدة طويلة مضر بالصحة النفسية و الجسدية.
 قم بالاسترخاء عن طريق ׃ اليوغا أو جلسات التدليك سيساعدك ذلك كثيرا إن مارسته بشكل صحيح .
 القيام برحلة أو السفر أو قضاء العطل في مكان مريح من وقت لأخر من شأنه أن يزيل الضغط للبدأ بنفس جديد.
 قد تجد في بعض الكتب ما يفيدك و يعلمك كيفية التعامل مع التوتر و التخلص منه.بالإضافة إلى القراءة و الاستماع إلى القرآن الكريم وما له من تأثير كبير على الصحة و الراحة النفسية.
ملاحظة ׃ قد يلجأ البعض إلى تناول الأدوية والعقاقير لغرض التخفيف من التوتر خاصة إذا كان مزمنا وهذا خطأ كبير، فالطبيب لا يصف عادة دواء في هده الحالة إلا إذا كان المريض يعاني من أمراض مرافقة للتوتر كالاكتئاب أو بعض أنواع القلق.في جميع الأحوال لا تقوم الأدوية إلا بإخفاء التوتر و تغطيته من دون أن تزيله تماما بالإضافة إلى أعراضها الجانبية وما قد تسببه من تبعية و محاولات انتحار أحيانا.

هدا المقال نقل للافادة 

قد تُعجبك هذه المشاركات